الجزء الثانى من ريا وسكينه @ الاعترافات
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الثانى من ريا وسكينه @ الاعترافات
الاعترافات
وهنا تضطر "ريا" إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكنها كانت تترك الغرفة للرجلين فيأتيان فيها بالنساء، وربما ارتكبا جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها.. هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين قائلة إنهما "عرابي" و"أحمد الجدر" وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت إنها عرفت "عرابي" من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت على "أحمد الجدر" من خلال "عرابي"، وقالت "ريا" إن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن أحدهما يحبها..
القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار وتـأمر النيابة بالقبض على كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفة أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل "ريا".
كانت الجثث للمجني عليهن "فردوس" و"زنوبة بنت عليوة" و"أمينة"..
بعد القبض على جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول "محمد الشحات"، هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن "ريا" كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي إسكندر فتنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن "سكينة" استأجرت إحداهما في فترة و"ريا" احتفظت بالأخرى وكان في حجرة "سكينة" سندرة خشبية تشبه نفس السندرة التي كانت في غرفة "ريا" وتتم نفس إجراءات نزع السندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد!
لقد اتضحت الصورة تماما.. جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها "ريا" و"سكينة" في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش "علي بك الكبير" و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة، ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل "سكينة".
بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتُفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة وينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم "أحمد عبد الله" من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها في بيت المتهم "عرابي حسان"، كما يعثر نفس الضابط على أوراق وأحراز أخرى في بيت "أحمد الجدر".
وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب "عبد الغفار" قد فتر، لقد تابع الحفر في حجرة "ريا" حتى تم العثور على جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان "محمد كمال" بأن "ريا" كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول إن "ريا" تركت هذا السكن بحجة أن المنطقة سيئة السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب "ريا" من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط على جثة امرأة جديدة!
كانت الأدلة تتوالى وإن كان أقواها جلباب "نبوية" الذي تم العثور عليه في بيت "سكينة" وأكد بعض النسوة من صديقات "نبوية" أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت "سكينة" بأنه جلباب "نبوية" ولكنها قالت إن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وإنها أعطت "نبوية" جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت "سكينة".
نجحت سكينة كثيرا في مراوغة المباحث لكن "ريا" اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا.
قالت "ريا" في بداية اعترافها إنها امرأة ساذجة وإن الرجال كانوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وإنها لم تحضر سوى عملية قتل واحدة، وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في قضية.. "بديعة" بنت "ريا" التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها "سكينة" وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن، ورغم الاعترافات الكاملة لـ"بديعة" فإنها حاولت أن تخفف من دور أمها "ريا" ولو على حساب خالتها "سكينة".
بعد أن علمت "سكينة" أن "ريا" اعترفت، وفي مواجهة بينهما أمام النيابة قالت "سكينة" إن "ريا" هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشئون الحياة وإنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات "سكينة" كالقنبلة المدوية!!
قالت في اعترافاتها "لما أختي "ريا" عزلت للبيت المشئوم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاتني "ريا" تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت "ريا" أن أروح معاها لبيتها.. اعتذرت عشان ماكنتش قادرة على المشي لكن "ريا" شجعتني لغاية ما قمت معاها..
واحنا ماشيين لقيتها بتحكي لي عن جارتنا "هانم" اللي اشترت كام حتة ذهب، قلت لها (وماله دي غلبانة) قالت لي لا.. لازم نزعلوها أم دم تقيل دي ولما وصلنا بيت "ريا" لقيت هناك زوجي "عبد العال" و"حسب الله" زوج "ريا" و"عرابي" و"عبد الرازق"..
الأوضة كانت مظلمة وكنت هاصرخ لما شفت جثة "هانم" وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكة.. الرجالة كانوا بيحفروا تحت السندرة ولما حسوا إني خايفة قالوا لي احنا أربعة وبره فيه ثمانية وإذا اتكلمت هيعملوا في زي هانم!..
كنت خايفة قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي ماحصلتش في بيتي، وبعد ما دفنوا الجثة ادوني ثلاثة جنيه رحت عالجت بيها رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتح لي الخراج بس وأنا راجعة قلت لنفسي إنهم عملوا كده معايا علشان أبقى شريكة ليهم ويضمنوا إني مش هافتح بقي.."
وتروي "سكينة" في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها "ريا" هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل على نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها "عبد العال" ورجاله! وتتوالى اعترافات المتهمين "عبد العال" الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها، طلب منه أهله أن يتزوج أرملة أخيه فلم يعترض ولم يدرِ أنه سيتزوج أكبر سفاحة نساء في تاريخ الجريمة.
كلمة النهاية
كلمة النهاية حطها رئيس النيابة بمرافعته في جلسة محاكمة السفاحتين اللي كانت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة -ولا السينما- والجمهور كان فوق بعضه علشان يشوف السفاحتين اللي دوخوا البوليس وهما واقفين خلف الأسوار.
وابتدى رئيس النيابة مرافعته التاريخية بقوله:
"هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى إن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء.
هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت "سكينة" من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي أنه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات. بعد ذلك سافر المتهمان "حسب الله" و"عبد العال" واتفقت "سكينة" و"ريا" على فتح بيوت للهوى وكان كل من يتعرض لهما يتصدى له "عرابي" الذي كان يحميهما وكان "عبد الرازق" مثله كمثل "عرابي" يحمي البيت الموجود في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن "عرابي" هو الذي أشار علي "ريا" بفتح بيت شارع "علي بك الكبير".
أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقة عقيمة لأن التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقة التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت "فردوس" يوم 12 نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15 نوفمبر.
وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان أحد الناس وهو المدعو "مرسي" وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل "ريا" فعثر على جثة بني آدم فأخبر خاله الذي أبلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل "ريا" للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت على البخور فكبس البوليس على المنزل، وتم سؤال "ريا" فكانت أول كلمة قالتها إن "عرابي حسان" هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور على ثلاث جثث واتهمت "ريا" "أحمد الجدر" وقالت إن "عديلة" كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وأن "عديلة" لم تذهب إلى بيت "ريا" إلا مرة واحدة وأن اتهامها في غير محله واعترفت "سكينة" أيضا اعترافا أوضح من اعتراف "ريا" ثم أحضر "حسب الله" و"عبد العال" وأمامهما قالت "ريا" و"سكينة": نحن اعترفنا، فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أية شائبة.
ويصل رئيس النيابة إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول: إن النيابة تطلب الحكم بالإعدام على الحرمتين، "ريا" و"سكينة" لأن الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام على النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن.. أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن.. وتطلب النيابة معاقبة الصائغ –اللي كان "ريا" و"سكينة" بيتعاملوا معاه- بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339.
رئيس المحكمة
مــــلاحــظـــــــــة
قيدت هذه القضية بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921.
ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية في 21 و22 ديسمبر سنة 1921
وهنا تضطر "ريا" إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكنها كانت تترك الغرفة للرجلين فيأتيان فيها بالنساء، وربما ارتكبا جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها.. هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين قائلة إنهما "عرابي" و"أحمد الجدر" وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت إنها عرفت "عرابي" من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت على "أحمد الجدر" من خلال "عرابي"، وقالت "ريا" إن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن أحدهما يحبها..
القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار وتـأمر النيابة بالقبض على كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفة أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل "ريا".
كانت الجثث للمجني عليهن "فردوس" و"زنوبة بنت عليوة" و"أمينة"..
بعد القبض على جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول "محمد الشحات"، هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن "ريا" كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي إسكندر فتنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن "سكينة" استأجرت إحداهما في فترة و"ريا" احتفظت بالأخرى وكان في حجرة "سكينة" سندرة خشبية تشبه نفس السندرة التي كانت في غرفة "ريا" وتتم نفس إجراءات نزع السندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد!
لقد اتضحت الصورة تماما.. جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها "ريا" و"سكينة" في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش "علي بك الكبير" و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة، ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل "سكينة".
بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتُفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة وينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم "أحمد عبد الله" من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها في بيت المتهم "عرابي حسان"، كما يعثر نفس الضابط على أوراق وأحراز أخرى في بيت "أحمد الجدر".
وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب "عبد الغفار" قد فتر، لقد تابع الحفر في حجرة "ريا" حتى تم العثور على جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان "محمد كمال" بأن "ريا" كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول إن "ريا" تركت هذا السكن بحجة أن المنطقة سيئة السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب "ريا" من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط على جثة امرأة جديدة!
كانت الأدلة تتوالى وإن كان أقواها جلباب "نبوية" الذي تم العثور عليه في بيت "سكينة" وأكد بعض النسوة من صديقات "نبوية" أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت "سكينة" بأنه جلباب "نبوية" ولكنها قالت إن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وإنها أعطت "نبوية" جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت "سكينة".
نجحت سكينة كثيرا في مراوغة المباحث لكن "ريا" اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا.
قالت "ريا" في بداية اعترافها إنها امرأة ساذجة وإن الرجال كانوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وإنها لم تحضر سوى عملية قتل واحدة، وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في قضية.. "بديعة" بنت "ريا" التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها "سكينة" وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن، ورغم الاعترافات الكاملة لـ"بديعة" فإنها حاولت أن تخفف من دور أمها "ريا" ولو على حساب خالتها "سكينة".
بعد أن علمت "سكينة" أن "ريا" اعترفت، وفي مواجهة بينهما أمام النيابة قالت "سكينة" إن "ريا" هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشئون الحياة وإنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات "سكينة" كالقنبلة المدوية!!
قالت في اعترافاتها "لما أختي "ريا" عزلت للبيت المشئوم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاتني "ريا" تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت "ريا" أن أروح معاها لبيتها.. اعتذرت عشان ماكنتش قادرة على المشي لكن "ريا" شجعتني لغاية ما قمت معاها..
واحنا ماشيين لقيتها بتحكي لي عن جارتنا "هانم" اللي اشترت كام حتة ذهب، قلت لها (وماله دي غلبانة) قالت لي لا.. لازم نزعلوها أم دم تقيل دي ولما وصلنا بيت "ريا" لقيت هناك زوجي "عبد العال" و"حسب الله" زوج "ريا" و"عرابي" و"عبد الرازق"..
الأوضة كانت مظلمة وكنت هاصرخ لما شفت جثة "هانم" وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكة.. الرجالة كانوا بيحفروا تحت السندرة ولما حسوا إني خايفة قالوا لي احنا أربعة وبره فيه ثمانية وإذا اتكلمت هيعملوا في زي هانم!..
كنت خايفة قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي ماحصلتش في بيتي، وبعد ما دفنوا الجثة ادوني ثلاثة جنيه رحت عالجت بيها رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتح لي الخراج بس وأنا راجعة قلت لنفسي إنهم عملوا كده معايا علشان أبقى شريكة ليهم ويضمنوا إني مش هافتح بقي.."
وتروي "سكينة" في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها "ريا" هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل على نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها "عبد العال" ورجاله! وتتوالى اعترافات المتهمين "عبد العال" الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها، طلب منه أهله أن يتزوج أرملة أخيه فلم يعترض ولم يدرِ أنه سيتزوج أكبر سفاحة نساء في تاريخ الجريمة.
كلمة النهاية
كلمة النهاية حطها رئيس النيابة بمرافعته في جلسة محاكمة السفاحتين اللي كانت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة -ولا السينما- والجمهور كان فوق بعضه علشان يشوف السفاحتين اللي دوخوا البوليس وهما واقفين خلف الأسوار.
وابتدى رئيس النيابة مرافعته التاريخية بقوله:
"هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى إن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء.
هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت "سكينة" من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي أنه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات. بعد ذلك سافر المتهمان "حسب الله" و"عبد العال" واتفقت "سكينة" و"ريا" على فتح بيوت للهوى وكان كل من يتعرض لهما يتصدى له "عرابي" الذي كان يحميهما وكان "عبد الرازق" مثله كمثل "عرابي" يحمي البيت الموجود في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن "عرابي" هو الذي أشار علي "ريا" بفتح بيت شارع "علي بك الكبير".
أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقة عقيمة لأن التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقة التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت "فردوس" يوم 12 نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15 نوفمبر.
وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان أحد الناس وهو المدعو "مرسي" وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل "ريا" فعثر على جثة بني آدم فأخبر خاله الذي أبلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل "ريا" للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت على البخور فكبس البوليس على المنزل، وتم سؤال "ريا" فكانت أول كلمة قالتها إن "عرابي حسان" هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور على ثلاث جثث واتهمت "ريا" "أحمد الجدر" وقالت إن "عديلة" كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وأن "عديلة" لم تذهب إلى بيت "ريا" إلا مرة واحدة وأن اتهامها في غير محله واعترفت "سكينة" أيضا اعترافا أوضح من اعتراف "ريا" ثم أحضر "حسب الله" و"عبد العال" وأمامهما قالت "ريا" و"سكينة": نحن اعترفنا، فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أية شائبة.
ويصل رئيس النيابة إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول: إن النيابة تطلب الحكم بالإعدام على الحرمتين، "ريا" و"سكينة" لأن الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام على النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن.. أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن.. وتطلب النيابة معاقبة الصائغ –اللي كان "ريا" و"سكينة" بيتعاملوا معاه- بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339.
رئيس المحكمة
مــــلاحــظـــــــــة
قيدت هذه القضية بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921.
ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية في 21 و22 ديسمبر سنة 1921
محمد عادل- ViP
- عدد المساهمات : 6291
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
رد: الجزء الثانى من ريا وسكينه @ الاعترافات
الموضوع فى غايه الاهميه وزياده المعرفة بلذات للحقوقين
شوف يا حسين يا صبرى وكيل النيابة عرف ازاى الحوار
شوف يا حسين يا صبرى وكيل النيابة عرف ازاى الحوار
محمد عادل- ViP
- عدد المساهمات : 6291
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
مواضيع مماثلة
» اسطورة ريا وسكينه اشهر سفاحين فى مصر @ الجزء الاول
» الغش الجزء الثانى
» هل تعلم @ الجزء الثانى
» الجزء الثانى من 200 نكتة
» السيره النبويه الجزء الثانى
» الغش الجزء الثانى
» هل تعلم @ الجزء الثانى
» الجزء الثانى من 200 نكتة
» السيره النبويه الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى