إدمان الإنترنت.. مرض يحتاج إلى تدخل علم النفس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إدمان الإنترنت.. مرض يحتاج إلى تدخل علم النفس
يفقد المهووس بها الإحساس بالوقت والاتصال بالحياة والواقع
د. خليـل فاضـل
مشكلة كبيرة تغزو البيوت باتت تمثلها مقاهي الإنترنت، التي انتشرت بطول البلاد وعرضها، وغزت الشرق والغرب وخطفت الأولاد والبنات من البيوت ورمت بهم في الفضاء الإلكتروني لساعات طويلة، خرج بعضهم بعدها في لحظة يأس أو لحظة ضعف يطلب المساعدة ويصرخ: أنا مدمن انترنت، ضعيف أمام تلك الفأرة و هذه الشاشة، ولوحة المفاتيح وعملية التصفح، وآخر يعترف: أنا مهووس بها ولا أستطيع أن أعيش من دونها. بلغة العصر، أصبح هؤلاء مصاصي دماء الإنترنت كما يطلق عليهم، فهم قد ينامون على طاولاتهم تاركين كل شيء مفتوحا بما في ذلك غرف الدردشة ومن فيها. يفقدون الإحساس بالوقت، ومن ثم الاتصال بالحياة، بل ربما نسوا الأكل والشرب نتيجة لهذا الإدمان. وهكذا ما بين ألعاب جماعية، إلى انعزال عن الأصدقاء والأكل والحياة الدنيا، إلى هجر العمل وإدمان الحوارات والثرثرة مع مجهولين إلى البحث والتقصي، إلى تصفح المواقع الإباحية التي لا تنتهي، تكون حياتهم. هناك من يقضي حوالي 18 ساعة يومياً لا يتحرك من أمام الشاشة مؤدياً إلى صرف مبالغ طائلة وإهدار الكثير من الوقت والجهد والطاقة، والبعض يرى أنه بالفعل مرض يحتاج إلى علاج نفسي، بينما يرى آخرون أنه مجرد إفراز حضاري اجتماعي يحتاج إلى تنظيم وتعديل. لقد انتهى العلماء إلى تشخيص محدد لهذا المرض واصبح يعرف باضطراب إدمان الإنترنت اختصارها TAD Internet Addiction Disorder وهو مرض يمكن تشخيصه كالتالي: 1- إدمان المواقع الإباحية الافتراضية بما فيها غرف الثرثرة. 2- إدمان غرف الثرثرة الخاصة بإقامة علاقات مع آخرين من الجنسين ومن كل أنحاء العالم. 3- قهر الإنترنت: لعب القمار، أو المساومة والمضاربة والتسوق ودخول المزادات عبر الإنترنت. 4- فيضان المعلومات: إحساس متسلط متكرر بضرورة البحث والتقصي والتعمق فيها، أحياناً دون هدف وبلا هوادة. 5- إدمان الكومبيوتر: الجلوس أمام الكومبيوتر دون دخول عالم الإنترنت بالضرورة، وذلك للتعامل مع البرامج المختلفة أو للعب الفيديو جيم. حسب البحث العلمى الحديث فإن الإنترنت أشد جذباً وقوة من التلفزيون والإذاعة نظراً لأنه تفاعلي، بمعنى ان الشخص يتفاعل فيه مع آخرين أو مع صور وفيديو وأغان وخلافها ويتحكم فيها. الإنترنت كما كل شيء آخر، إذا استعمله الشخص بإفراط فسيؤثر سلباً في حياته وماله ونفسيته وروحه. الإنترنت لحظي يزيد من السلوك الإدماني، ويحدد الباحثون بشكل عشوائي على مستوى العالم أن حوالي سبعين في المائة من مدمني الإنترنت مدمنو مواقع إباحية، حيث لا يقف الأمر عند التصفح بل يتعداه إلى إقامة علاقات تتطور مع آخرين من خلال هذا الجهاز الخطير. يتصور الكثيرون أنه لا يوجد خطأ ولا عيب ولا حرام ولا حتى خيانة في أي من تلك العلاقات المحرمة لمجرد أنها تظل عبر الإنترنت، علماً بأنه في أحوال كثيرة تتطور إلى واقع ملموس ومعاش. ومما يزيد من سهولة البدء والاستمرار في هذا الشكل من الإدمان أنه سهل، وأن من وراء الشاشة مجهول، يمكنه التخفي تحت أي اسم وأي شكل، مما يُسهل عليه خداع الآخر وخداع الزوجة أو أهل البيت، وفي ذلك بالطبع خطورة شديدة تجعل الكذب والزيف سمة مميزة للمتعاملين في الموضوع. هذا فضلا عن أن النساء وبعض الأطفال يمكن أن ينساقوا دون وعي إلى أحاديث جنسية بل وفاضحة ومورطة جداً. فالإنترنت قد يشكل لهؤلاء هروباً من عمل ممل أو زواج تشوبه المشاكل أو من روح غير مستقرة أو إخفاق واحباط واضطراب في المزاج، وما إلى ذلك. قد يتصور البعض أن مدمن الإنترنت شخص خجول، لكن تدلنا الاحصاءات على أنه شخص ذكي وناجح، لكن يعاني حوالي نصفهم من الاكتئاب وثلثهم من التوتر والقلق وانخفاض الاعتبار الذاتي وقلة الثقة بالنفس، وهم يميلون إلى المقامرة والافراط في تناول الطعام. كذلك فإن هؤلاء، كما المدمنين عامة قد ينتقلون من إدمان إلى آخر، قد يكون الإنترنت أولا بعدها يصبح الأكل أو السجائر أو المخدرات وغيرها. أما في حالات النساء المدمنات على الإنترنت، وجد الباحثون أنهن في أغلبهن مكتئبات يعانين من مشكلات في علاقاتهن مع الآخر ويخشين الرفض من المقربين والأغراب على حد سواء، رجالاً كانوا أم نساء. أما المراهقون والأطفال فهم الأكثر تعرضاً للخطر، خاصة إذا عاشوا في بيوت بلا رقابة، خصوصا أنهم يعرفون عن الإنترنت ما لا يعرفه آباؤهم. الإنترنت يخترق البيوت ويدخلها عنوة بلا استئذان، يهددنا في ديننا وحياتنا وتراثنا وأخلاقنا فماذا نحن فاعلون؟ 1. الوعي: الوعي بمشكلتك أو مشكلة زوجتك أو أولادك سلوك إيجابي يُعد بداية مشجعة. إذا كنت تشك أنك أو من يهمك أمره يقضي وقتاً طويلاً أمام الإنترنت، فصارحه، وإذا استمر فلا بد من اللجوء إلى خبير، معالج، حكيم، أو طبيب. 2. الرقابة الداخلية على الإنترنت، بوضع برنامج معين، مع العلم أن أطفالاً في الثامنة يعرفون كيفية فك الشفرات الآن. لكن على الأقل ضع حواجز لحماية بيتك وجهازك من تصفح المواقع الإباحية. 3. التنظيم: ليكن هناك وقت للتصفح ووقت للمذاكرة، وآخر للحوار الأسري، ووقت للانترنت. 4. ما لا يعلمه الكثيرون أن علم النفس والاختصاصيين فيه يعالجون إدمان الإنترنت كما يعالجون إدمان المخدرات بكل ثقة وكفاءة.
د. خليـل فاضـل
مشكلة كبيرة تغزو البيوت باتت تمثلها مقاهي الإنترنت، التي انتشرت بطول البلاد وعرضها، وغزت الشرق والغرب وخطفت الأولاد والبنات من البيوت ورمت بهم في الفضاء الإلكتروني لساعات طويلة، خرج بعضهم بعدها في لحظة يأس أو لحظة ضعف يطلب المساعدة ويصرخ: أنا مدمن انترنت، ضعيف أمام تلك الفأرة و هذه الشاشة، ولوحة المفاتيح وعملية التصفح، وآخر يعترف: أنا مهووس بها ولا أستطيع أن أعيش من دونها. بلغة العصر، أصبح هؤلاء مصاصي دماء الإنترنت كما يطلق عليهم، فهم قد ينامون على طاولاتهم تاركين كل شيء مفتوحا بما في ذلك غرف الدردشة ومن فيها. يفقدون الإحساس بالوقت، ومن ثم الاتصال بالحياة، بل ربما نسوا الأكل والشرب نتيجة لهذا الإدمان. وهكذا ما بين ألعاب جماعية، إلى انعزال عن الأصدقاء والأكل والحياة الدنيا، إلى هجر العمل وإدمان الحوارات والثرثرة مع مجهولين إلى البحث والتقصي، إلى تصفح المواقع الإباحية التي لا تنتهي، تكون حياتهم. هناك من يقضي حوالي 18 ساعة يومياً لا يتحرك من أمام الشاشة مؤدياً إلى صرف مبالغ طائلة وإهدار الكثير من الوقت والجهد والطاقة، والبعض يرى أنه بالفعل مرض يحتاج إلى علاج نفسي، بينما يرى آخرون أنه مجرد إفراز حضاري اجتماعي يحتاج إلى تنظيم وتعديل. لقد انتهى العلماء إلى تشخيص محدد لهذا المرض واصبح يعرف باضطراب إدمان الإنترنت اختصارها TAD Internet Addiction Disorder وهو مرض يمكن تشخيصه كالتالي: 1- إدمان المواقع الإباحية الافتراضية بما فيها غرف الثرثرة. 2- إدمان غرف الثرثرة الخاصة بإقامة علاقات مع آخرين من الجنسين ومن كل أنحاء العالم. 3- قهر الإنترنت: لعب القمار، أو المساومة والمضاربة والتسوق ودخول المزادات عبر الإنترنت. 4- فيضان المعلومات: إحساس متسلط متكرر بضرورة البحث والتقصي والتعمق فيها، أحياناً دون هدف وبلا هوادة. 5- إدمان الكومبيوتر: الجلوس أمام الكومبيوتر دون دخول عالم الإنترنت بالضرورة، وذلك للتعامل مع البرامج المختلفة أو للعب الفيديو جيم. حسب البحث العلمى الحديث فإن الإنترنت أشد جذباً وقوة من التلفزيون والإذاعة نظراً لأنه تفاعلي، بمعنى ان الشخص يتفاعل فيه مع آخرين أو مع صور وفيديو وأغان وخلافها ويتحكم فيها. الإنترنت كما كل شيء آخر، إذا استعمله الشخص بإفراط فسيؤثر سلباً في حياته وماله ونفسيته وروحه. الإنترنت لحظي يزيد من السلوك الإدماني، ويحدد الباحثون بشكل عشوائي على مستوى العالم أن حوالي سبعين في المائة من مدمني الإنترنت مدمنو مواقع إباحية، حيث لا يقف الأمر عند التصفح بل يتعداه إلى إقامة علاقات تتطور مع آخرين من خلال هذا الجهاز الخطير. يتصور الكثيرون أنه لا يوجد خطأ ولا عيب ولا حرام ولا حتى خيانة في أي من تلك العلاقات المحرمة لمجرد أنها تظل عبر الإنترنت، علماً بأنه في أحوال كثيرة تتطور إلى واقع ملموس ومعاش. ومما يزيد من سهولة البدء والاستمرار في هذا الشكل من الإدمان أنه سهل، وأن من وراء الشاشة مجهول، يمكنه التخفي تحت أي اسم وأي شكل، مما يُسهل عليه خداع الآخر وخداع الزوجة أو أهل البيت، وفي ذلك بالطبع خطورة شديدة تجعل الكذب والزيف سمة مميزة للمتعاملين في الموضوع. هذا فضلا عن أن النساء وبعض الأطفال يمكن أن ينساقوا دون وعي إلى أحاديث جنسية بل وفاضحة ومورطة جداً. فالإنترنت قد يشكل لهؤلاء هروباً من عمل ممل أو زواج تشوبه المشاكل أو من روح غير مستقرة أو إخفاق واحباط واضطراب في المزاج، وما إلى ذلك. قد يتصور البعض أن مدمن الإنترنت شخص خجول، لكن تدلنا الاحصاءات على أنه شخص ذكي وناجح، لكن يعاني حوالي نصفهم من الاكتئاب وثلثهم من التوتر والقلق وانخفاض الاعتبار الذاتي وقلة الثقة بالنفس، وهم يميلون إلى المقامرة والافراط في تناول الطعام. كذلك فإن هؤلاء، كما المدمنين عامة قد ينتقلون من إدمان إلى آخر، قد يكون الإنترنت أولا بعدها يصبح الأكل أو السجائر أو المخدرات وغيرها. أما في حالات النساء المدمنات على الإنترنت، وجد الباحثون أنهن في أغلبهن مكتئبات يعانين من مشكلات في علاقاتهن مع الآخر ويخشين الرفض من المقربين والأغراب على حد سواء، رجالاً كانوا أم نساء. أما المراهقون والأطفال فهم الأكثر تعرضاً للخطر، خاصة إذا عاشوا في بيوت بلا رقابة، خصوصا أنهم يعرفون عن الإنترنت ما لا يعرفه آباؤهم. الإنترنت يخترق البيوت ويدخلها عنوة بلا استئذان، يهددنا في ديننا وحياتنا وتراثنا وأخلاقنا فماذا نحن فاعلون؟ 1. الوعي: الوعي بمشكلتك أو مشكلة زوجتك أو أولادك سلوك إيجابي يُعد بداية مشجعة. إذا كنت تشك أنك أو من يهمك أمره يقضي وقتاً طويلاً أمام الإنترنت، فصارحه، وإذا استمر فلا بد من اللجوء إلى خبير، معالج، حكيم، أو طبيب. 2. الرقابة الداخلية على الإنترنت، بوضع برنامج معين، مع العلم أن أطفالاً في الثامنة يعرفون كيفية فك الشفرات الآن. لكن على الأقل ضع حواجز لحماية بيتك وجهازك من تصفح المواقع الإباحية. 3. التنظيم: ليكن هناك وقت للتصفح ووقت للمذاكرة، وآخر للحوار الأسري، ووقت للانترنت. 4. ما لا يعلمه الكثيرون أن علم النفس والاختصاصيين فيه يعالجون إدمان الإنترنت كما يعالجون إدمان المخدرات بكل ثقة وكفاءة.
سما- عضو مبدع
- عدد المساهمات : 534
تاريخ التسجيل : 28/03/2009
العمر : 34
الموقع : بلاد الله الواسعة
رد: إدمان الإنترنت.. مرض يحتاج إلى تدخل علم النفس
5. حاول الانخراط في نشاطات اجتماعية أو رياضية حقيقية غير مملة، مثل الذهاب لمشاهدة مباراة كرة قدم، أو ممارسة بعض التمارين الرياضية، أو الخروج في رحلات منتظمة إلى البرّ والبحر حسبما يساعد الطقس والظروف
منقول
منقول
سما- عضو مبدع
- عدد المساهمات : 534
تاريخ التسجيل : 28/03/2009
العمر : 34
الموقع : بلاد الله الواسعة
رد: إدمان الإنترنت.. مرض يحتاج إلى تدخل علم النفس
فعلااااااااااااااااا سماااااااااااااااااااااااااا
النت اصبح مشكلة واعتقد هو الفتنة التي تكلم عنها رسول الله صلي الله علية وسلم بانها ستدخل كل بيت
اللهم لا تفتني في ديني
النت اصبح مشكلة واعتقد هو الفتنة التي تكلم عنها رسول الله صلي الله علية وسلم بانها ستدخل كل بيت
اللهم لا تفتني في ديني
en.mohanad- عضو متميز جدا
- عدد المساهمات : 369
تاريخ التسجيل : 23/07/2009
العمر : 47
الموقع : ابوظبى
مواضيع مماثلة
» سؤال بس يحتاج واحد عبقري
» : تقييد الإنترنت قرار سيادى
» أكبر مكتبه على شبكة الإنترنت للألبومات والافلام متجدده يوميا
» رئيس قسم علم النفس التربوي
» عشر خطوات لبناء الثقه فى النفس..........
» : تقييد الإنترنت قرار سيادى
» أكبر مكتبه على شبكة الإنترنت للألبومات والافلام متجدده يوميا
» رئيس قسم علم النفس التربوي
» عشر خطوات لبناء الثقه فى النفس..........
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى